عن
في ظل انتشار العديد من الأزمات الاقتصادية العالمية لأسباب متعددة؛ يلجأ الكثير إلى فهم هذه الأزمات، ومحاولة تخطيها حاليًا، وتجنب حدوثها مستقبلًا، سواء على مستوى الأفراد، أو المؤسسات، أو على مستوى الدول، لذا يتجه الجميع إلى دراسة علم الاقتصاد وتطبيقاته، سواء عن طريق الاطلاع على أحدث الأبحاث، أو عن طريق البحث العشوائي عبر الإنترنت، أو عن طريق الدراسة الأكاديمية.
والاقتصاد الإسلامي هو اقتصاد عالمي حديث، يجمع بين الملكية الفردية والجماعية، ويمتاز بأنه اقتصاد رباني النشأة مبني على المبادئ الإسلامية السمحة، فالمال مال الله، والإنسان مستخلف بالأرض لعمارتها، ولِيَمشي في مناكبها، وليأكل من رزق الله، كما حرم الله -تعالى- أكل الربا، والربح الفاحش، والاحتكار الخاطئ.
ومن أهم مميزات الاقتصاد الإسلامي أنه لا يعترف بالندرة النسبية التي نادى بها النظام الرأسمالي، والتي تقوم على فكرة أن الموارد الاقتصادية نادرةٌ نسبيًّا، ولا تكفي لإشباع الحاجات الاقتصادية، وقد قامت تلك الفكرة الخاطئة على أساس الملكية الفردية على حساب الملكية الجماعية، وسمحت للفرد بممارسة نشاطه الاقتصادي دون ضوابط أخلاقية، فالغش والاحتكار واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان هو ما سمح إلى تكون فئة قليلة من الأفراد الأغنياء تملك وتتحكم وتسيطر على الآخرين. بينما جاء الاقتصاد الإسلامي مغايرًا ومحاربًا لتلك الفكرة الخاطئة، ونادى بالوفرة النسبية، فالموارد الاقتصادية متوفرة وكافية لإشباع الحاجات الاقتصادية، وقد أمرنا الله -تعالى- أن نمشي في مناكب الأرض، ولعمارة الأرض، والبحث عن الموارد الاقتصادية واستغلالها الاستغلال الأمثل، وهي كافية وممتدة بين طول الأرض وعرضها، لكن يجب علينا السعي والعمل على استغلالها.
فالاقتصاد الإسلامي هو الاقتصاد النزيه المتوازن -فكرةً وتطبيقًا- والقائم على الكتاب والسنة، فهو الاقتصاد الذي وضعه الله للبشر ليحكم حياتهم الاقتصادية والمالية والإدارية، ويسود المجتمعات الاقتصادية الازدهار والانتعاش والعدل وتكافؤ الفرص والإخاء والمحبة.